منتدى همسات المحبة
{.. أَهّـَلاً وَسَهْـلاً بِِكِـےيآزائر فـے مُــنـتٌـــٌٌدى ҳ̸Ҳ̸ҳ منتدى همسـاآت المحبـةُ™️ ҳ̸Ҳ̸ҳ

أتمنـ)ـى منكـ التسجيل والمشاركة لتصبح أحد نجووم المنتدى

انضم إلى المنتدى ، فالأمر سريع وسهل

منتدى همسات المحبة
{.. أَهّـَلاً وَسَهْـلاً بِِكِـےيآزائر فـے مُــنـتٌـــٌٌدى ҳ̸Ҳ̸ҳ منتدى همسـاآت المحبـةُ™️ ҳ̸Ҳ̸ҳ

أتمنـ)ـى منكـ التسجيل والمشاركة لتصبح أحد نجووم المنتدى
منتدى همسات المحبة
هل تريد التفاعل مع هذه المساهمة؟ كل ما عليك هو إنشاء حساب جديد ببضع خطوات أو تسجيل الدخول للمتابعة.

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

2 مشترك

اذهب الى الأسفل

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* Empty الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

مُساهمة  مديرة المنتدى الأربعاء ديسمبر 28, 2011 2:52 am

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* 1260983351





أهمية الدعوة ومكانتها في الإسلام .. وكيفية الدعوة ومجالاتها .. والصفات التي يجب أن يتحلى بها الداعية إلى الله .. وثمرة الدعوة إلى الله ونتائجها .. إلى غير ذلك من المسائل..


أولاً: تعريف الدعوة إلى الله


الدعوة لغة: الطلب .. والدعاء إلى الشيء: الحث على قصده..

والدعوة إلى الله .. هي طلب الإيمان به وعبادته وحده لا شريك له والعمل بطاعته وترك معصيته .. فإن الله سبحانه خلق الخلق لعبادته .. كما قال تعالى: " وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالإِنْسَ إِلاَّ لِيَعْبُدُونِ (56) مَا أُرِيدُ مِنْهُمْ مِنْ رِزْقٍ وَمَا أُرِيدُ أَنْ يُطْعِمُونِ (57) إِنَّ اللَّهَ هُوَ الرَّزَّاقُ ذُو الْقُوَّةِ الْمَتِينُ " [الذاريات: 56- 58]..

وهذا مقتضى العقول .. والفِطَر السليمة .. فإن العبادة لا يستحقها إلا الذي يقدر على الخلق والرزق .. كما قال تعالى: " وَالَّذِينَ يَدْعُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَخْلُقُونَ شَيْئًا وَهُمْ يُخْلَقُونَ " [النحل: 20] .. وقال تعالى: " إِنَّ الَّذِينَ تَعْبُدُونَ مِنْ دُونِ اللَّهِ لاَ يَمْلِكُونَ لَكُمْ رِزْقًا ... " [العنكبوت: 17]..

ولما كانت الفطر قد تتغير فينحرف بعض المخلوقين إلى عبادة غير الله بحكم التربية السيئة أو البيئة الفاسدة أو بسبب دعاة السوء من شياطين الإنس والجن.. كما قال صلى الله عليه وسلم : « ما من مولود إلا يولد على الفطرة، فأبواه يهودانه، وينصرانه، ويمجسانه» (رواه مسلم)..

وقال صلى الله عليه وسلم فيما يرويه عن ربه عز وجل أنه قال: «خلقت عبادي حنفاء كلهم .. وإنهم أتتهم الشياطين فاجتالتهم عن دينهم».. [رواه مسلم]..

وقد أمر الله بالهجرة من بلاد الكفر إلى بلاد الإسلام من أجل مفارقة البيئة الفاسدة..

لما كانت هذه العوامل هي سبب ضلال الخلق مع تأثير النفوس الأمارة بالسوء- أمر الله بالدعوة إلى الله لرد الشاردين وتعليم الجاهلين وتذكير الغافلين .. فأنزل كتبه وأرسل رسله من أجل الدعوة إليه .. ودعا عباده إلى الرجوع إليه .. كما قال تعالى: " وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى الْجَنَّةِ وَالْمَغْفِرَةِ بِإِذْنِهِ "[البقرة: 221] .. " وَاللَّهُ يَدْعُو إِلَى دَارِ السَّلاَمِ "[يونس: 25] .. " يَدْعُوكُمْ لِيَغْفِرَ لَكُمْ مِنْ ذُنُوبِكُمْ وَيُؤَخِّرَكُمْ إِلَى أَجَلٍ مُسَمًّى " [إبراهيم: 10] ..

وجاءت النداءات المتكررة منه سبحانه في كتابه الكريم: " يَا أَيُّهَا النَّاسُ " .. " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا " .. " يَا عِبَادِيَ "يدعوهم إلى الخير وينهاهم عن الشر..


ثانيًا: أهمية الدعوة ومكانتها في الإسلام


لقد حصل الانحراف في البشرية عن عقيدة التوحيد- منذ قوم نوح- فأرسل الله سبحانه الرسل لدعوة الخلق إلى التوحيد والإيمان .. كما قال تعالى: " وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ "[النحل: 36] .. وبيَّن مهمتهم في قوله تعالى: "رُسُلاً مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ لِئَلاَّ يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَى اللَّهِ حُجَّةٌ بَعْدَ الرُّسُلِ " [النساء: 165] .. " يُنَزِّلُ الْمَلاَئِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنْذِرُوا أَنَّهُ لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنَا فَاتَّقُونِ " [النحل: 2]..

ولمَّا كانت هذه الأمة المحمدية وارثة الرسالات والكتب السماوية بما جعل الله نبيها خاتم الرسل ومبعوثًا للناس كافة وجعل كتابها المهيمن على الكتب وجعلها وارثة هذا الكتاب العظيم .. كما قال تعالى: " ثُمَّ أَوْرَثْنَا الْكِتَابَ الَّذِينَ اصْطَفَيْنَا مِنْ عِبَادِنَا "[فاطر: 32] .. فإنها يجب عليها نحو البشرية أكثر مما يجب على غيرها ممن سبقها من الأمم لما أعطاها الله من الإمكانات العظيمة التي لم تعطها أمة غيرها .. بل هي المسئولة الوحيدة عن القيام بدعوة البشرية وتبليغها دعوة الله .. لمن يقبل هدى الله أو الجهاد لمن صد عن سبيل الله .. كما قال تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " [آل عمران: 110] ..
وقال تعالى: "وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِتَكُونُوا شُهَدَاءَ عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا " [البقرة: 143]..


الدعوة تشريف وتكليف


وقد كلَّف الله رسول هذه الأمة محمدًا صلى الله عليه وسلم بدعوة البشرية كلها .. قال تعالى: " تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا "[الفرقان: 1] .. وقال تعالى: "يَا أَيُّهَا النَّبِيُّ إِنَّا أَرْسَلْنَاكَ شَاهِدًا وَمُبَشِّرًا وَنَذِيرًا (45) وَدَاعِيًا إِلَى اللَّهِ بِإِذْنِهِ " [الأحزاب: 45، 46] ..

وقال تعالى: " وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا " [سبأ: 28]..

وقد كُلِّفت هذه الأمة بما كُلِّف به رسولها من القيام بدعوة البشرية إلى الله عز وجل .. قال تعالى: " قُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " [يوسف: 108]..
قال الحافظ ابن كثير رحمه الله: يقول تعالى لرسوله صلى الله عليه وسلم إلى الثقلين الإنس والجن آمرًا له أن يخبر الناس: أن هذه سبيله .. أي: طريقته ومسلكه وسنته .. وهي الدعوة إلى شهادة أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له .. ويدعو إلى الله بها على بصيرة من ذلك ويقين وبرهان هو وكل من اتبعه يدعو إلى ما دعا إليه رسول الله صلى الله عليه وسلم على بصيرة ويقين وبرهان عقلي وشرعي .. اهـ.

فالدعوة إلى الله تعالى واجبة على هذه الأمة وحق للبشرية عليها .. وهذا الوجوب يكون فرض كفاية .. إذا قام به من يكفي من الأمة سقط الإثم عن الباقين .. وإن لم يقم به أحد أو قام به من لا تحصل به الكفاية .. أثم كل أفراد الأمة ممن عنده الاستطاعة .. قال تعالى: " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ " [آل عمران: 104].

قال الإمام ابن كثير رحمه الله: والمقصود من هذه الآية أن تكون فرقة من هذه الأمة متصدية لهذا الشأن .. وإن كان ذلك واجبًا على كل فرد من الأمة بحسبه .. كما ثبت في «صحيح مسلم» عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : «من رأى منكم منكرًا فليغيره بيده، فإن لم يستطع فبلسانه، فإن لم يستطع فبقلبه، وذلك أضعف الإيمان».. [رواه مسلم 49]..

وفي رواية: «وليس وراء ذلك من الإيمان حبة خردل».. [رواه مسلم 50]. انتهى..

وأخبر سبحانه وتعالى أن الدعاة إلى الله هم أحسن الناس قولاً .. قال تعالى: " وَمَنْ أَحْسَنُ قَوْلاً مِمَّنْ دَعَا إِلَى اللَّهِ وَعَمِلَ صَالِحًا وَقَالَ إِنَّنِي مِنَ الْمُسْلِمِينَ " [فصلت: 33]..

قال الحافظ ابن جرير رحمه الله: يقول تعالى ذكره: ومن أحسن أيها الناس ممن قال: ربنا الله ثم استقام على الإيمان به والانتهاء إلى أمره ونهيه ودعا عباد الله إلى ما قال وعمل به من ذلك..
وقال الشوكاني: والأولى حمل الآية على العموم وكما يقتضيه اللفظ .. فكل من جمع بين دعوة العباد إلى ما شرعه الله وعمل عملاً صالحًا وهو تأدية ما فرض الله عليه من اجتناب ما حرمه الله عليه وكان من المسلمين دينًا لا من غيرهم فلا شيء أحسن منه ولا أوضح من طريقته ولا أكثر ثوابًا من عمله.. اهـ.


مكانة الدعوة إلى الله

إن الدعوة إلى الله لها مكانة عظيمة في الإسلام .. فهي أعظم المهمات التي بعث من أجلها الرسول صلى الله عليه وسلم .. وكلف بها هو وأتباعه .. قال تعالى: " ْقُلْ هَذِهِ سَبِيلِي أَدْعُو إِلَى اللَّهِ عَلَى بَصِيرَةٍ أَنَا وَمَنِ اتَّبَعَنِي " [يوسف: 108] .. والدعوة إلى الله تسبق القتال في سبيل الله .. فقد كان النبي صلى الله عليه وسلم يدعو الكفار إلى الله قبل أن يقاتلهم .. وكان يوصي قواده وجيوشه وسراياه أن يبدأوا عدوهم بالدعوة قبل القتال .. فإن استجابوا قبلوا منهم وإلاَّ قاتلوهم..


حاجة الناس إلى الدعوة

إن الدعوة إلى الله في هذا الزمان تشتد الحاجة إليها بسبب كثرة التضليل والإلحاد ونشاط دعاة الشر والفساد والإباحية واستخدامهم مختلف الوسائل .. فها هم دعاة التنصير ينتشرون في العالم ويَلِجُون في الأدغال النائية .. ويستغلون جهل الشعوب وفقرها لبثِّ شرهم .. وها هي أحكام القرآن تُنحى وتجعل بديلاً عنها الأحكام الوضعية في غالب الدول الإسلامية .. ووسائل الإعلام في أغلب دول العالم تبث سمومها مستخدمة هذه الوسائل المرئية والمسموعة والمقروءة..
وأخطر من ذلك نشاط الفرق الضالة التي تتسمى بالإسلام .. وهي تكيد له من داخله بالتشكيك في أصوله ومعاداة السنن وأهلها ونشر البدع والخرافات وبغض الصحابة والابتعاد عن عقيدة السلف .. فأصبح المسلمون مهددين من الداخل والخارج مما يتطلب من الدعاة المخلصين ومن علماء المسلمين مضاعفة الجهود لمقاومة هذه الجيوش الزاحفة على الإسلام وأهله .. لرد كيدهم في نحورهم .. وتبصير المسلمين بدينهم .. وبيان كيد عدوهم .. ويوم يتنبه دعاة الإسلام لصد هذا الهجوم فإن النصر بإذن الله سيكون حليفهم فإن معهم الحق .. والله تعالى يقول: "بَلْ نَقْذِفُ بِالْحَقِّ عَلَى الْبَاطِلِ فَيَدْمَغُهُ فَإِذَا هُوَ زَاهِقٌ "[الأنبياء: 18] .. ويقول تعالى: "وَقُلْ جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " [الإسراء: 18] ..

ويكفينا قدوة ما قام به رسول الله صلى الله عليه وسلم .. لما بعثه الله رسولاً لمقاومة جحافل الشرك والكفر والطغيان .. فقد كان الشرك والكفر حين بِعْثَته يعم وجه الأرض حتى جللت الأصنام الكعبة المشرفة فكان فوقها ثلاث مائة وستون صنمًا والصور تكسو حيطانها من الداخل .. فما زال الرسول صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الله ويجاهد المشركين إلى أن دخل مكة عام الفتح واتجه إلى الكعبة .. فأزال ما عليها وما حولها من الأصنام وجعل يطعن فيها بالقضيب وهي تتهاوى على وجوهها .. وهو يقول: " جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا " [الإسراء: 81]..

إن في هذا درسًا للدعاة اليوم وهم يواجهون تحديات الكفر والإلحاد في أن يضاعفوا الجهود في دعوتهم ويصبروا ويصابروا والنصر قريب بإذن الله تعالى: "إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ " [محمد: 7] .. وقال تعالى: " لَتُبْلَوُنَّ فِي أَمْوَالِكُمْ وَأَنْفُسِكُمْ وَلَتَسْمَعُنَّ مِنَ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ وَمِنَ الَّذِينَ أَشْرَكُوا أَذًى كَثِيرًا وَإِنْ تَصْبِرُوا وَتَتَّقُوا فَإِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأُمُورِ "[آل عمران: 186]..

ثالثًا : كيفية الدعوة

1- أما عن كيفية الدعوة فيجب على مَن يقوم بالدعوة إلى الله أن يصلح نفسه أولاً ومحيطه من أهل بيته وأقاربه .. ثم يتجه إلى دعوة الناس .. قال تعالى عن نبيه شعيب عليه السلام: "وَمَا أُرِيدُ أَنْ أُخَالِفَكُمْ إِلَى مَا أَنْهَاكُمْ عَنْهُ إِنْ أُرِيدُ إِلاَّ الإِصْلاَحَ مَا اسْتَطَعْتُ " [هود: 88] .. وقال تعالى: " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا قُوا أَنْفُسَكُمْ وَأَهْلِيكُمْ نَارًا وَقُودُهَا النَّاسُ وَالْحِجَارَةُ " [التحريم: 6] .. وقال تعالى لنبيه صلى الله عليه وسلم : " وَأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ " [الشعراء: 214] .. قال الإمام العلاَّمة ابن القيم رحمه الله في «زاد المعاد» (3/158): «أول ما أوحى إليه ربه تبارك وتعالى أن يقرأ باسم ربه الذي خلق .. وذلك أول نبوته .. فأمره أن يقرأ في نفسه ولم يأمره إذ ذاك بتبليغ .. ثم أنزل عليه: " يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ (1) قُمْ فَأَنْذِرْ " [المدثر: 1، 2] .. فنبأه بقوله: «اقرأ» .. وأرسله بقوله: يَا أَيُّهَا الْمُدَّثِّرُ .. ثم أمره أن ينذر عشيرته الأقربين، ثم أنذر قومه.. ثم أنذر من حولهم من العرب .. ثم أنذر العرب قاطبة .. ثم أنذر العالمين».. اهـ.

ومن هنا نعلم أن الدعاة الذين يتجاوزون بلادهم ومن حولهم .. بل يتجاوزون أهل بيوتهم وأقاربهم وهم على الشرك والكفر أو المعاصي ويذهبون في محيط بعيد عنهم أنهم مخالفون لهدي النبي صلى الله عليه وسلم في الدعوة..


التوحيد أولاً

وعلى الداعية أن يبدأ بالأمور المهمة .. فيبدأ أولاً بإصلاح العقيدة .. لأنها هي الأساس الذي تنبني عليه سائر الأعمال .. فالأعمال مهما بلغت إذا لم تكن مبنية على عقيدة صحيحة خالية من الشرك فإنها لا قيمة لها ولا فائدة منها .. قال تعالى: " وَلَقَدْ أُوحِيَ إِلَيْكَ وَإِلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكَ لَئِنْ أَشْرَكْتَ لَيَحْبَطَنَّ عَمَلُكَ وَلَتَكُونَنَّ مِنَ الْخَاسِرِينَ " [الزمر: 65]..

ومن هنا كانت دعوات الأنبياء عليهم الصلاة والسلام أول ما تتجه إلى إصلاح العقيدة بالدعوة إلى التوحيد وترك الشرك .. قال تعالى: "وَلَقَدْ بَعَثْنَا فِي كُلِّ أُمَّةٍ رَسُولاً أَنِ اعْبُدُوا اللَّهَ وَاجْتَنِبُوا الطَّاغُوتَ " [النحل: 36] .. وكل نبي يقول لقومه أول ما يدعوهم: " يَا قَوْمِ اعْبُدُوا اللَّهَ مَا لَكُمْ مِنْ إِلَهٍ "[الأعراف: 559] ..

وقال خاتمهم صلى الله عليه وسلم : «أيها الناس، قولوا: لا إله إلا الله تفلحوا»..

وهكذا كانت دعوة نبينا محمد صلى الله عليه وسلم .. فقد لبث ثلاثَ عشْرةَ سنةً في مكة قبل الهجرة يدعوهم إلى التوحيد وينهاهم عن الشرك قبل أن يأمرهم بصلاة أو زكاة أو صيام أو حج .. مما يدل على أن منهج الأنبياء عليهم الصلاة والسلام في الدعوة منهج واحد .. وهو البداءة بالدعوة إلى التوحيد والنهي عن الشرك .. ثم إلى بقية الأحكام .. وحتى لو كان المجتمع مسلمًا فإنه لا يخلو من وجود أنواع من الشرك في بعض الناس وبعض البلاد .. بسبب الجهل .. فقد انتشر الكثير والكثير من أنواع الشرك الأكبر المتمثل في عبادة الأضرحة في كثير من البلاد الإسلامية .. ولم يتجه إلى إنكاره إلاَّ قليلٌ من الدعاة على كثرتهم وهذا خلل عظيم في منهج الدعوة..

التحذير من البدع

ثم على الدعاة كذلك أن يهتموا بإنكار البدع المحدثة في العبادات وبتعليم الناس السنن الصحيحة .. لأن البدع من أعظم ما يفسد الدين بعد الشرك .. فالمبتدع يشرع في الدين ما لم يأذن به الله .. والبدع كلها مرفوضة مردودة على أصحابها مهما أتعبوا أنفسهم وأنفقوا أموالهم وضيّعوا أوقاتهم في إقامتها .. قال صلى الله عليه وسلم : «من عمل عملاً ليس عليه أمرنا فهو رد».. وقال صلى الله عليه وسلم : «وإياكم ومحدثات الأمور .. فإن كل محدثة بدعة .. وكل بدعة ضلالة» ..

ولهذا يجب على الدعاة أن يحذروا المسلمين من الشرك .. ويأمروهم بالتوحيد والسنة .. فعلى هذا الأصل قامت الدعوة إلى الله تعالى .. وبهذا السبيل استحقت الأمة الخيرية .. وأن تكون أفضل الأمم، قال تعالى: "كُنْتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ " [آل عمران: 110]..

وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه فمن بعدهم أهل زمانهم من البدع ومحدثات الأمور .. وأمروهم بالاتباع الذي فيه النجاة من كل محذور .. قال تعالى: " وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ " [الأنعام: 153]..

ومعنى: وَلاَ تَتَّبِعُوا السُّبُلَ: قال أبو الحجاج المكي: البدع والشبهات .. وقال العز بن عبد السلام: «طوبى لمن تولى شيئًا من أمور المسلمين .. فأعان على إماتة البدع وإحياء السنن»..

ثم بعد ذلك يتجه الدعاة إلى الدعوة إلى أداء الفرائض وترك المعاصي والمحرمات وتصحيح المعاملات .. لأن المعاصي سبب لهلاك العباد والبلاد .. قال تعالى: " ظَهَرَ الْفَسَادُ فِي الْبَرِّ وَالْبَحْرِ بِمَا كَسَبَتْ أَيْدِي النَّاسِ لِيُذِيقَهُمْ بَعْضَ الَّذِي عَمِلُوا لَعَلَّهُمْ يَرْجِعُونَ "[الروم: 41] .. ووجود الدعاة والمصلحين أمان من العذاب والهلاك .. قال تعالى: " وَمَا كَانَ رَبُّكَ لِيُهْلِكَ الْقُرَى بِظُلْمٍ وَأَهْلُهَا مُصْلِحُونَ " [هود: 117] .. وعدم وجود الدعاة والمصلحين سبب الهلاك..


مراعاة أحوال المدعوين

وعلى الدعاة أن يراعوا أحوال المدعوين .. فالجاهل له معاملة في دعوته والعالم له معاملة والمعاند له معاملة .. فيعاملوا كلاً بما يليق به .. قال تعالى: "ادْعُ إِلَى سَبِيلِ رَبِّكَ بِالْحِكْمَةِ وَالْمَوْعِظَةِ الْحَسَنَةِ وَجَادِلْهُمْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ "[النحل: 1255] ..

وذلك أن المدعو له حالات يعامل في كل حال بما يناسبها:

الحالة الأولى: أن يكون جاهلاً بالحق ولو بيِّن له لأخذ به فهذا يدعى بالحكمة واللين واللطف والرأفة..

الحالة الثانية: من إذا بُيِّن له الحق اعترف به ولكن لم يسرع لقبوله والعمل به .. بل يكون عنده كسل وفتور فهذا يحتاج مع البيان إلى موعظة بأن يُخَوَّفَ ويُبَيَّن له ثوابُ المطيعين وعقاب العاصين..

الحالة الثالثة: من إذا بُيِّن له الحق لم يقبله وحاول رده بالشبهات، فهذا يجادَلُ بالتي هي أحسن لكشف شبهاته وبيان خطئه .. قال شيخ الإسلام ابن تيمية في «مجموع الفتاوى» (2/45): الناس ثلاثة أقسام: إما أن يعترف بالحق ويتبعه فهذا صاحب الحكمة .. وإما أن يعترف به لكن لا يعمل به فهذا يوعظ حتى يعمل .. وإما ألاَّ يعترف به فهذا يجادل بالتي هي أحسن .. لأن الجدال فيه مظنة الإغضاب فإذا كان بالتي هي أحسن حصلت منفعته بغاية الإمكان كدفع الصائل.. انتهى..

وقال الإمام ابن القيم في «مفتاح دار السعادة»: جعل الله مراتب الدعوة بحسب مراتب الخلق .. فالمستجيب القابل الذكي الذي لا يعاند الحق ولا يأباه يدعى بطريق الحكمة .. والقابل الذي عنده نوع غفلة وتأخّر يدعي بالموعظة الحسنة .. وهي الأمر والنهي المقرون بالترغيب والترهيب .. والمعاند الجاحد يُجَادَلُ بالتي هي أحسن .. انتهى ..

وهذا لأن الداعية كالطبيب يراعي حال المريض في علاجه له..

والهداية أولاً وآخرًا مِن الله تعالى وحده .. والله الموفق .. والحديث موصول بمشيئة تعالى ..

من: التوحيد




مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
Admin

عدد المساهمات : 63
نقاط : 93341
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
الموقع : https://sesese.forumalgerie.net

https://sesese.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* Empty رد: الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

مُساهمة  استاذ المنتدى الجمعة يناير 06, 2012 9:55 pm

شكرا لك
استاذ المنتدى
استاذ المنتدى
بتونه جديدة
بتونه جديدة

عدد المساهمات : 14
نقاط : 90360
تاريخ التسجيل : 06/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* Empty رد: الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

مُساهمة  مديرة المنتدى الجمعة يناير 06, 2012 10:23 pm

منووور يــا أستــ)ــاذ
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
Admin

عدد المساهمات : 63
نقاط : 93341
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
الموقع : https://sesese.forumalgerie.net

https://sesese.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* Empty رد: الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

مُساهمة  استاذ المنتدى السبت يناير 07, 2012 12:33 am

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* 6912
استاذ المنتدى
استاذ المنتدى
بتونه جديدة
بتونه جديدة

عدد المساهمات : 14
نقاط : 90360
تاريخ التسجيل : 06/01/2012

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()* Empty رد: الدعوة إلى الله أهميتـ~ــها ومكــانتها..()*

مُساهمة  مديرة المنتدى الجمعة يناير 13, 2012 6:36 am

منووور Cool Cool
مديرة المنتدى
مديرة المنتدى
Admin

عدد المساهمات : 63
نقاط : 93341
تاريخ التسجيل : 05/12/2011
الموقع : https://sesese.forumalgerie.net

https://sesese.forumalgerie.net

الرجوع الى أعلى الصفحة اذهب الى الأسفل

الرجوع الى أعلى الصفحة


 
صلاحيات هذا المنتدى:
لاتستطيع الرد على المواضيع في هذا المنتدى